Search

"عرائس الخوف" في أكبر سجون تونس - Yeni Şafak Arabic

عرض المخرج التونسي، النوري بوزيد، فيلمه الجديد "عرائس الخوف" في سجن المرناقية بضواحي العاصمة، ضمن تظاهرة أيام قرطاج السينمائية في السجون.

وقررت إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية عرض سبعة أفلام في سبعة سجون، ضمن فعاليات المهرجان بين 26 أكتوبر/ تشرين أول الجاري و2 نوفمبر/ تشرين ثانٍ المقبل.

و"أيام قرطاج السينمائية في السجون" هي مبادرة أطلقها المخرج إبراهيم اللطيف، عام 2015، حين تولى إدارة المهرجان.

وتدور أحداث الفيلم حول "زينة" و"دجو"، وهما فتاتان هاربتان من تنظيم "داعش" الإرهابي بعد أن تم تسفيرهما إلى سوريا، ويعودان إلى تونس، في ديسمبر/ كانون أول 2013.

وكتب السيناريو النوري بوزيد، والممثلون هم: نور حجري (زينة)، جمان ليمام (دجو)، وعفاف بن محمود (محامية)، مهدي حجري (إدريس)، سندس بلحسن (الأم) ونعمان حمدة (الأب).

ويعالج الفيلم، الذي بدء العمل فيه عام 2013، قضية "تسفير النساء إلى تنظيم "داعش" في سوريا، والتي برزت في تونس عامي 2012 و2013، حيث وقعت تونسيات ضحايا لتلك الظاهرة.

ويرصد الفيلم معاناة الفتاتين في جحيم سوريا، حتى أن ما مرا به من أهوال جعلهما صامتتين عن المسؤولين عن تسفيرهما من أبناء بلدهما، لتجدا نفسيهما في سجن آخر يفرض نبذهما من طرف محيطيهما وعائلتيهما.

ودفع نبذ المجتمع "دجو"، التي عادت وفي أحشائها جنين من "أمير داعشي"، إلى الانتحار.

أما "زينة"، التي تركت ابنها في سوريا، فاختارت أن تروي أحزانها لإدريس، وهو شاب "مثلي جنسيًا"، يعاني بدوره من جروح الإقصاء والعنف داخل المجتمع.

واختار بوزيد الارتكاز على حجم ضيق للقطات طوال الفيلم، ليعبر عن انغلاق الفتاتين على أوجاعهما.

بعد 13 عامًا من أخر مشاركة له في أيام قرطاج، سنة 2006، بفيلم "أخر فيلم"، عاد بوزيد بفيلم "عرائس الخوف"، الذي افتتح الدورة الثلاثين من المهرجان، السبت.

وعقب عرض الفيلم، قال بوزيد للأناضول: "كان وقع الفيلم كبيرًا على المساجين؛ لأنه قلب القيم بداخلهم بإظهار الشاب المثلي في دور الرجل الذي يقف بجانب المرأة ويساعدها، في مقابل ذلك الرجل- بالمفهوم التقليدي- معدوم الرجولة الذي غرر بهاتين الفتاتين وزج بهما في جحيم داعش."

وأضاف: "هذا الرجل لم يجد سوى الإدانة خلال الفيلم بتجسيد الذكور في صورة بشعة وقاتمة، فالأول كان الأب المستبد والثاني الرجل الذي أحبته زينة، والذي سفّرها إلى داعش، والثالث الذي اغتصبها في سوريا".

وتابع: "عرضت الفيلم بعد أكثر من خمس سنوات من قضية تسفير النساء إلى داعش؛ لأنني أردت أن تكتمل هذه الصورة بداخلي وأفهم جميع أطوارها وأفكك جميع شفراتها.. أهوى إحياء الذكريات، فهذه الأحداث الأليمة يجب أن لا تنسى؛ لأنها دخلت في ذاكرتنا".

وزاد بأن الفيلم أوصل رسالة بأن "الحل بيد النساء؛ فلهن مهمة تاريخية بإعادة تأهيل الرجال، والتونسيات قادرات على ذلك".

وقال المتحدث باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح في تونس، سفيان مزغيش، إن عرض الفيلم في المرناقية، أكبر سجون تونس، حضره أكثر من 670 سجينًا بطريقة مباشرة، بجانب متابعة خمسة آلاف و400 سجين للفيلم داخل غرفهم عبر شاشات.

وأضاف: "نعمل على أنسنة نظام تنفيذ العقوبات في السجون، ليس عن طريق تأمين ظروف إقامة أساسية ومعاملة جيدة والحق في الصحة فقط، بل أيضًا عن طريق الثقافة؛ فهي أحد العناصر الأساسية في تعديل سلوك السجين وإصلاحه".

Let's block ads! (Why?)


https://www.yenisafak.com/ar/life/3439655

2019-10-30 07:25:00Z
CBMiKWh0dHBzOi8vd3d3LnllbmlzYWZhay5jb20vYXIvbGlmZS8zNDM5NjU10gEA

Bagikan Berita Ini

0 Response to ""عرائس الخوف" في أكبر سجون تونس - Yeni Şafak Arabic"

Post a Comment

Powered by Blogger.